Mar 06 2025 5 mins 2
عناوين النشرة العلمية :
- الشركة الأميركية الخاصة Intuitive Machines تستعد لتكرار إنجازها بإطلاق مركبة نحو القمر
- أسلاف البشر البعيدون Hominins كانوا يصنّعون الأدوات العظمية قبل 1,5 مليون سنة
- المساحة السطحية التراكمية للجليد البحري حول القطبين وصلت إلى مستويات تاريخية دنيا جديدة
بعدما نجحت الشركة الخاصة "فايرفلاي ايروسبايس" الأميركية في إنزال روبوتها Blue Ghost على الجهة الشمالية الشرقية من القمر من بضعة أيام، تستعدّ الشركة الأميركية الخاصة الأخرى Machines Intuitive لتحقيق إنجاز مماثل بإنزال روبوتها أثينا بالقرب من قطب القمر الجنوبي الذي بات موضع تسابق إذ يحتوي على الماء على شكل جليد.
مستعينةً بصاروخ تابعٍ لشركة "سبايس أكس"، ومنطلقٍ من مركز كينيدي للفضاء على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، سيُحمَّل المسبار "أثينا" البالغ ارتفاعه أكثر من 4 أمتار بأدوات علمية كثيرة مخصصة تحديدا لحفر تربة القمر بحثا عن المياه وعن "الغازات المجمدة". غازات يمكن أن تشكّل موردا ثمينا ينبغي فهمه ودراسة سبل استغلاله بهدف تنفيذ الاستكشافات المستقبلية ما بين القمر والمريّخ. أضف إلى أنّ مسبار أثينا سيحمل على متنه جهازا يهدف إلى إنشاء شبكة خلوية على القمر، وروبوتا صغيرا قادرا على القفز لاستكشاف المناطق التي يصعب الوصول إليها.
وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) كانت قبل سنوات كلّفت القطاع الخاص إرسال معدات وتقنيات إلى القمر من أجل خفض تكلفة الرحلات وتسريع وتيرتها.
فمن خلال المهمة الثانية لشركة Intuitive Machines التي سبق لها وأن نجحت في إنزال روبوتها "أوديسيوس" على سطح القمر في شباط/فبراير 2024، تطمح وكالة الناسا إلى تعميق معرفتها بالقطب الجنوبي للقمر، الذي لم يسبق لأي إنسان أن زاره، والذي يثير شهية كبيرة بسبب احتوائه على ماء على شكل جليد.
الغرض من مهمة Intuitive Machines هو التحضير لمهمات بشرية مستقبلية مخطط لها ضمن برنامج أرتيميس القمري. ولكن هذه المساعي قد تواجه عقبات في ظل رئاسة دونالد ترامب، الذي أثار شكوكا حيال رغبته في عودة البشر إلى القمر، وقد يفضل تخطي الأمر من أجل تركيز كل الجهود على وصول البشر إلى المريخ بلا العودة إلى القمر.
من جهة شركة Intuitive Machines التي قدّرت تكلفة مهمّتها الثانية بقيمة
62,5 مليون دولار، تأمل أن تعزّز مكانتها في سوق مزدهرة، مع تضاعف الرحلات إلى القمر، سواء من جانب الحكومات أو الشركات الخاصة.
في موضوع آخر ليس على صلة بالأوّل إنمّا يتعلّق بعالم الفضاء، انطلق صاروخ Ariane 6 بنجاح في أوّل رحلة تجارية له من قاعدة كورو، ما يمثّل خظوة رئيسية نحو استقلال الفضاء الأوروبي في سياق تزايد المنافسة والتوتّرات الجيوسياسية. سيضع صاروخ Ariane 6 في المدار القمر الصناعي الفرنسي للاستطلاع والاستخبارات CSO-3.
متى بدأ أشباه البشر ينحتون العظام كأدوات للعمل ؟
أشباه البشر hominins ، وهم الممثلون الأوائل للسلالة البشرية، كانوا يصنّعون أدوات عظمية قبل 1,5 مليون سنة، أي في مرحلة أبكر بكثير مما كان يُعتقد. هذا ما توصّلت إليه دراسة منشورة في مجلة "نيتشر" قامت بفحص 27 أداة عظمية وجدت في شرق افريقيا وتحديدا في تنزانيا في مضيق Olduvaï الذي هو أحد أهم مواقع ما قبل التاريخ في العالم. قبل أكثر من مليوني سنة، أنتج أشباه البشر في مضيق Olduvaï أدوات حجرية إنمّا الأدوات العظمية التي يعود تاريخها إلى ما قبل 500 ألف سنة قبل الميلاد لم يعثر على أدلّة منها باستثناء بضعة أمثلة متفرقة في إفريقيا.
عالم الآثار Francesco d'Errico من جامعة بوردو، والذي أشرف على الدراسة الدولية مع Angeliki Theodoropoulou من المعهد الإسباني للتاريخ، درس 27 أداة مصنوعة من عظام الفخذ والساق وعظم العَضُد لحيوانات كبيرة خصوصا لفيلة وأفراس نهر. العظام الموجودة في مضيق Olduvaï شذّبت بالحجارة التي كانت تُستَخدم كمطارق، للحصول على أداة يتراوح طولها بين 20 و40 سنتيمترا، ويصل وزنها إلى أكثر من كيلوغرام.
يُفترض أن هذه العظام الضخمة وذات الرؤوس المدببة، قد استخدمها أشباه البشر لذبح ثدييات كبيرة، في وقت كانت لا تزال فيه الأدوات الحجرية، في الثقافة المسماة Olduwalien، تيمّنا بموقع أولدوفاي، تصنع من نوع من أحجار الكوارتز الذي لم يكن مناسبا لذبح الفرائس الكبيرة.
وكانت الثقافة الأشولية Acheulean culture التي ظهرت في المرحلة نفسها، هي التي اخترعت قطع الحجارة ثنائية السطح التي أتاحت قطع لحم الطرائد وكشط جلودها.
بالاستناد إلى الدراسة التي نطلعكم على مضمونها إن تقنية صناعة الأدوات العظمية التي بدأ اعتمادها في أولدوفاي "اختفت" لمليون عام، قبل أن تعاود الظهور لاحقا، في منطقة روما الحالية، حيث كان السكان يفتقرون إلى حجر الصوّان ذي الحجم المناسب، فقاموا بتشذيب عظام الفيل على شكل قطع ثنائية.
ما يمكننا قوله في المحصّلة هو أنّ استعمال العظام كأدوات عمل رافق تطوّر السلالة البشرية. فبعدما نحت أشباه البشر عظام فخذ الفيل قبل 1,5 مليون سنة، قامت السلالة البشرية اللاحقة بنحت قطع أكثر تعقيدا، مثل إبر الخياطة، التي "تم اختراعها في الصين وسيبيريا والتي لم تصل إلى أوروبا إلا اعتبارا من 26 ألف سنة قبل الميلاد"، بحسب عالم الآثار Francesco d'Errico.
المساحة السطحية التراكمية للجليد البحري حول القطبين تنزف عبر الذوبان
في استكمال للمنحى التاريخي لتبعات احترار المناخ منذ أكثر من سنتين، وصلت المساحة السطحية التراكمية للجليد البحري حول القطبين إلى مستويات تاريخية دنيا جديدة إذ أنّ الأشهر الثلاثة من شتاء نصف الكرة الشمالي التي تمتدّ من كانون الأول/ديسمبر إلى شباط/فبراير كانت دافئة ومماثلة للرقم القياسي المسجل في العام الماضي، وفق النشرة الشهرية الصادرة عن مرصد كوبرنيكوس الأوروبي.
أضف إلى أنّ درجات الحرارة الدافئة التي شهدها شهر شباط/فبراير 2025 في أكثر من منطقة في العالم تندرج في السياق نفسه لدرجات الحرارة القياسية أو شبه القياسية التي لوحظت خلال العامين الماضيين بسبب الاحترار.
بحسب مرصد كوبرنيكوس سُجّل أدنى مستوى قياسي لمنطقة الجليد البحري التراكمي" حول القطب الشمالي والقطب الجنوبي، بتاريخ السابع من شباط/فبراير الفائت.
نلفت انتباهكم إلى أنّ شتاء العام 2025 مع التراجع القياسي لحجم الجليد في المناطق القطبية يجسدّ التبعات الخطرة للاحترار بعدما دخل كوكب الأرض عاما ثالثا على التوالي بدرجات حرارة مرتفعة تاريخيا.