Mar 08 2025 3 mins 4
احتدم السجال بين الرئيسين الفرنسي والروسي على خلفية الموقف من أوكرانيا وهاجس التقارب الاميركي- الروسي على حساب الجانب الاوروبي.
إثر طرح الرئيس إيمانويل ماكرون فكرة استخدام سلاح بلاده النووي لحماية أوروبا من المخاطر الروسية، رد عليه الرئيس فلاديمير بوتين الذي أعرب عن أسفه لأنه "لا يزال هناك أشخاص يريدون العودة إلى زمن نابليون".
وفي رد مضاد ذهب الرئيس الفرنسي بعيدا. عندما وصف فلاديمير بوتين، بأنه "إمبريالي رجعي" مع مطالعة تاريخية عن نابليون الذي قاد الفتوحات في حقبة غابرة ، بينما " القوة الإمبراطورية الوحيدة التي يراها اليوم في أوروبا هي روسيا”.
يجدر التذكير، انه عندما غزا الإمبراطور نابليون بونابرت الإمبراطورية الروسية في عام 1812، واستولى على موسكو، لكن حملته انتهت بتراجع كارثي، وانتصار روسي في نهاية المطاف. وكثيراً ما يتم استحضار شخصية نابليون وحملته الروسية، مع احتراق موسكو، لتعزيز شعور الوطنية الروسية بعد قرنين من الزمن.
يطرح السجال القائم تساؤلات كثيرة اذ يبدو ماكرون الشاهد على استمرار تحلل النظام العالمي وتراجع دور فرنسا وأوروبا، ويحاول ان يقوم بتحصين وضع فرنسا، والإسهام في نقلة نوعية تبلور الحفاظ على قطب أوروبي ضروري أمام التوازنات الدولية الهشة وتخفف من تداعيات غياب الحوكمة وتصدع العولمة والحروب.
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يربط شعور “العداء لروسيا” بترسيخ العالم متعدد الأقطاب، يعود ليتكلم عن المخاطر الاتية من أوروبا وهكذا لا تبدو صورة المشهد العالمي وردية إذ ليس هناك إقرار بالتعددية القطبية ولم تتم إعادة تشكيل النظام الدولي أو قيادته.
على كل، يتضح انه ليس هناك الكثير من المشتركات بين شخصيتي ايمانويل ماكرون ونابليون بونابرت، تماماً كما ان فلاديمير بوتين لا يشبه إسكندر الاول الذي هزم بونابرت، بينما تعتبر كاترين الثانية، إمبراطورة عموم روسيا، مثالاً للنهوض التاريخي الذي يحلم به فلاديمير بوتين.
وبما ان العالم يسير اليوم وفق توقيت سيد البيت الابيض دونالد ترامب ، فإن سجال ماكرون - بوتين وتموضع أوروبا الدولي لهما صلة بتطورات ما وراء الأطلسي
مع دونالد ترامب اصبح الغرب مفهوماً عفا عليه الزمن، خاصة عندما أكد ان " الاتحاد الأوروبي جرى انشائه من اجل ايذاء الولايات المتحدة في مجال التجارة " متناسياً الحلف الغربي التاريخي ومكاسبه على عكس فرانكلين روزفلت الذي لعب دوراً هاماً في الحرب العالمية الثانية، وساهم في انتصار الحلفاء ورسم ملامح العالم الجديد، وأرسى قواعد النظام الدولي الذي صمد طويلاً والذي يمكن ان ينهار تحت وقع الموجة الترامبية