تعرض البشر عبر التاريخ للكثير من عمليات التنكيل والإبادة خلال الصراعات المسلحة التي نقشت عاراً على جبين الإنسانية ولا أعتقد أن ما يجري الآن في غزة ولبنان أمام الكاميرات وعلى رؤوس الأشهاد الا نهاية لكل ما تبجح به العالم عن مفاهيم حقوق الانسان والأطفال وحتى الحيوانات!!!
بعد الحرب العالمية الثانية اعتقد العالم أن محاولاته في خلق نظام عالمي يضمن للبشر حقوقاً أساسية وأسساً تفرض على السلطات السياسية الالتزام بها في زمن السلم وزمن الحرب ستكون قادرة على الارتقاء بالبشرية نحو عالم أكثر تعاوناً وسلاماً وأمناً..
بل أنهم تخيلوا "عالماً جديراً بالأطفال"
هذه المحاولات البائسة تحطمت على صخرة أمنيات الشعوب المحكومة بالنار والحديد والسجون لكل من تسول له نفسه المعارضة، وجشع السلطة المادية التي ترتبط بمصالح الرأس مالية والإمبريالية العالمية!
إنشاء الأمم المتحدة كان مشروعاً بشرياً رومانسياً لحفظ السلام وإنشاء التعاون إلا أنه أفرغ من مضمونه جملة وتفصيلاً بإعطاء اليد العليا للأقوياء في العالم، بل أنه أصبح ألعوبة في أيديهم يقررون من خلال مجلس أمنه ما يحلو لهم ويوزعون من خلال تصويتهم شهادات البراءة والإدانة بحسب علاقاتهم ومصالحهم.
ماذا يحدث؟
منذ أيام قليلة صرحت فرانشيسكا البانيز المقررة الأممية لحقوق الانسان في الأراضي الفلسطينية:
" في غزة يستمر العار الجماعي لهذا القرن بلا هوادة ودون توقف في تحد لكل قاعدة من قواعد القانون الدولي والروح المعنوية"
وأكملت:" يا لها من شهادة مشينة على فشلنا العالمي في حماية حقوق الانسان الأساسية، إن الأمم المتحدة التي كانت ذات يوم منارة للأمل وقوة من أجل السلام تنهار تحت وطأة هذا العار ضغط أو تواطؤ أقوى الدول الأعضاء فيها"
أعتقد أن الضمير الجمعي هو تفكير تمني
ولا أدل عليه من مواقف السلطة الفلسطينية وبعض الطوائف السياسية الدينية في لبنان عمّا يحصل في بلادهم.
عروب صبح