كتب صحفيّ يمنيّ معروف على مستوى اليمن، بأنّ على اليمنيّين ألّا يزوّجوا بناتهم من أجانب. في البداية اعتقدت بأن كلمة "أجانب" تعني رجالًا غربيّين أو شيئًا من هذا القبيل، ثمّ تبيّن لي أنّ أجانب هي أيضًا لأيّ شخص ليس من نفس المدينة أو القبيلة.. إلخ. كلامه فيه أمران أثارا غضبي؛ أوّلًا حديثه عن النساء وكأنّهنّ ملك لرجال العائلة الذين يقرّرون عنهنّ، وثانيًا العنصريّة والاعتقاد أنّ الآخرين أقلّ رتبة، ولا يستحقّون شرف الزواج من بناتهم.
هناك ظاهرة حاليًّا في (تيكتوك) لشخصيّات يمنيّة "مؤثّرة" دورها أن تشتم النساء اليمنيّات، وشتم النساء في مجتمع ما زال يرى المرأة ناقصة هو للأسف من أكثر الأشياء التي قد تجذب لك متابعين، ثمّ ترى في (تويتر) من يسمّي نفسه صحفيًّا، ويقول للآباء زوّجوا بناتكم من فلان، ولا تزوّجوهنّ من علان. صحيح أنّ قرار الزواج ما زال في كثير من الأحيان -إن لم يكن في معظمها- ليس بيد هذه الفتاة، وهي لا حول لها ولا قوّة، ولكنّ دورك كمثقّف أن تغيّر هذا لا أن تعزّزه، ولكن للأسف كالمعتاد يصيبني هؤلاء "المؤثّرون" بالخيبة.
على الجانب الأكثر إشراقًا، وجدت نساء في (تيكتوك)، وفي وسائل تواصل أخرى تفاجأت بوعيهنّ، ويتحدّثن بثقافة عالية، وبأفكار واعية، وبجرأة، وشجاعة، ربّما لسن كثيرات، ولكنّ هذه بداية جيّدة، ويجب تشجيعها.
هناك من يختار بأن ينشر أفكارًا تتناسب مع مجتمع يعاني من تراجع في كلّ المجالات، وهناك من يختار أن يتحدّى العادات السيّئة، ويقول ما قد يُغضب المجتمع اليوم، ولكنّه مفيد للأجيال القادمة، وبينما يحتاج اليوم هذا المجتمع لمن يقول له أفكارًا تزيد من وعيه يأتي من يهتمّ فقط بزيادة المتابعين، ويختار ما يرضي هذه الجموع، ويبثّ السموم الفكريّة، ويزيد من معاناتهم. في هذه الحالة لا يمكن أن نسمّي هذا الشخص مؤثّرًا، وإنّما نسمّيه مخرّبًا، ونتمنّى له الهداية.