السلطات الأميركية تمنع استعمال صبغة حمراء مسرطنة ضمن الأغذية والأدوية البشرية


Episode Artwork
1.0x
0% played 00:00 00:00
Jan 16 2025 5 mins   1

عناوين النشرة العلمية :

- محاولة أولى ناجحة للصاروخ الثقيل "نيو غلين" الذي وصل إلى المدار محققا نقطة تحول لشركة "بلو أوريجين"

- السلطات الأميركية تمنع استعمال الصبغة الحمراء المسرطنة érythrosine في الأغذية والأدوية البشرية

- المادة المثبطة للهب والكابحة لانتشار الحريق Phos-Chek ألقيت بكثافة على مدينة لوس أنجلس المنكوبة بالحرائق. فهل لها خطورة على البشر ؟

شركة "بلو أوريجين" أتمّت أول رحلة إلى المدار في عرض عضلات

بعد أكثر من 20 سنة على تأسيسها، نجحت شركة "بلو أوريجين" الخاصّة والمملوكة لمؤسس "أمازون" جيف بيزوس في إطلاق أول رحلة لها إلى المدار من خلال صاروخها الثقيل "نيو غلين" الذي تشكّل عملية إطلاقه الأولى نقطة تحوّل للشركة ولقطاع الفضاء الخاص.

كانت الرحلة الأولى لصاروخ "نيو غلين" القوي والقابل جزئيا لإعادة الاستخدام، منتظرة منذ سنوات وتم تأجيلها مرات عدة في الآونة الأخيرة. لكن رغم أنّ الظروف المناخية لم تكن مثالية، فإنّ الصاروخ أقلع صباح السادس عشر من يناير/كانون الثاني، من قاعدة كاب كانافيرال الفضائية في فلوريدا لتحقّق المهمة "هدفها الرئيسي"، وهو وضع القسم الثاني من الصاروخ في المدار من المحاولة الأولى.

نقل القسم الثاني من "نيو غلين" نموذجا لمركبة "بلو رينغ" الفضائية الممولة من وزارة الدفاع الأميركية والتي ستكون بمثابة منصة متعددة الغرض لنشر الأقمار الاصطناعية.

بالإضافة إلى الوصول إلى المدار، كانت تسعى "بلو أوريجين" خلال الرحلة الأولى لصاروخها إلى استعادة القسم الأوّل منه وهو محرّك الدفع، عن طريق إنزاله بطريقة خاضعة للرقابة على منصّة في البحر، وهي مناورة معقدة مماثلة لتلك التي نفذتها "سبايس اكس". لكن بعد دقائق من الإطلاق، لم تنته المناورة بخير لأنّ الفرق الهندسية في "بلو أوريجين" فقدت محرك الدفع الخاص بالصاروخ.

يصل ارتفاع صاروخ "نيو غلين" إلى 98 مترا، أي هو بحجم مبنى مؤلف من 30 طبقة تقريبا. يُفترض أن يكون صاروخ New Glenn قادرا على حمل ما يصل إلى 45 طنا إلى مدار منخفض، وهذا أكثر من ضعف ما يمكن أن يحمله صاروخ "فالكون 9". يسعى الملياردير جيف بيزوس مع صاروخه الجديد "نيو غلين" إلى التنافس مع شركة "سبايس إكس" داخلا بقوّة سوق إطلاق الأقمار الاصطناعية التجارية والعسكرية بالإضافة إلى إطلاق المركبات الآوية وغير الآوية لرواد الفضاء.

وبعد هذا النجاح، يُتوقَّع إنجاز رحلات أخرى لـ"نيو غلين" في العام 2025.

على غرار "سبايس اكس" الشركة التي تضع أقمار خدمة الانترنت من "ستارلينك"، يُفترض أن يكون صاروخ New Glenn مسؤولا عن إطلاق أقمار اصطناعية لمجموعة "أمازون" إذ أنّ جيف بيزوس وإيلون ماسك، أغنى رجلين في العالم، يتنافسان في مجال الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية أيضا.

حظر صبغة لا تضفي أي قيمة غذائية مضافة إلى الأطعمة

الصبغة الحمراء érythrosine يُعرف منذ أكثر من 30 عاما أنها تسبب السرطان لدى الحيوانات. في خطوة حسنة، ألغت هيئة الغذاء والدواء الأميركية FDA ترخيص استعمال تلك الصبغة في الأغذية والأدوية المعدّة للبشر، حين نعلم أنّ صبغة érythrosine تضاف إلى الأطعمة أو لكبسولات الأدوية لإعطائها لونا ورديا فاتحا إلى أحمر مثلما يحصل في كبيس فاكهة الكرز مثلا.

الصبغة الاصطناعية المستخلصة من البترول érythrosine تسمّى بأسماء أخرى. فهي تُعرف في أوروبا باسم (E127) وتعرف في أميركا الشمالية بتسمية Red 3.

أمّا في الولايات المتحدة فكانت هذه الصبغة موجودة إلى اليوم فيما يقارب ثلاثة آلاف منتج غذائي متوفّر للبيع من بينها السكاكر والفواكه المعلّبة والمشروبات والبدائل النباتية من لحم الخنزير المقدد أو bacon.

أظهرت الدراسات السابقة أنّ صبغة Red 3 تسبّب السرطان لدى القوارض. لذا لم يكن مسموحا منذ العام 1990 استخدامها في مستحضرات التجميل والأدوية التي تُطبّق مباشرة على جلد البشر، بسبب مخاطر الحساسية والشكوك في طبيعتها المسرطنة.

إلى ذلك، تفرض بلدان عدة، ولا سيما ضمن الاتحاد الأوروبي، قيودا صارمة على استخدام الصبغة الاصطناعية érythrosine التي يشكّل حظرها في الولايات المتحدة انتصارا كبيرا لجمعيات الدفاع عن المستهلكين. العالم Thomas Galligan من مركز العلوم للمصلحة العامة، إحدى الجمعيات التي تقدمت بشكوى إلى FDA ضدّ استعمال صبغة Red 3، سخر منها قائلا بشأنها وبشأن شبيهاتها إنّ "الأصباغ الصناعية لا تضفي أي قيمة غذائية مضافة إلى الأطعمة ولا تحفظها. إنما تستخدم فقط لتجميلها"، وبالتالي يمكن إزالتها من المنتجات الغذائية والأدوية الفموية.

ما هي المادة الكابحة لانتشار الحريق التي لوّنت بالوردي المناطق المتفحّمة في لوس أنجلس ؟

بعدما أودت الحرائق الشديدة في لوس أنجلس بحياة 25 شخصا على الأقل، ارتسم مشهد وردي على المناطق المتفحّمة عقب إلقاء الطائرات بمحاذاة المناطق المتضررة آلاف اللترات من المادة الوردية الفلورية Phos-Chek التي هي في الواقع مادة مثبطة للهب وكابحة لانتشار الحريق. استخدمت هيئة الغابات منذ ستينات القرن العشرين مادة Phos-Chek لأنّها تساعد الطيّارين على التأكد من عدم ترك أي مناطق غير مشمولة بعمليات مكافحة الحرائق إذ عندما يلقي الطيارون المياه، يستطيعون بفضل مادة Phos-Chek التمييز بين "الجزء المشرق والجزء الداكن" لمعرفة أين يلقون المياه في المرة التالية.

شركة " Perimeter Solution" المتخصّصة في الحماية من الحرائق هي التي تتولّى بيع مادة Phos-Chek . تتكون هذه المادة من خليط من فوسفات الأمونيوم، وهو سماد شائع، وإضافات مختلفة، من بينها أكسيد الحديد (الصدأ)، مما يعطيه لونه الفلوري.

نظرا إلى أنّ مادة Phos-Chek أُلقيَت على الأحياء السكنية على نطاق "لم يسبق له مثيل"، تساءل الأستاذ المساعد في الهندسة المدنية والبيئية في جامعة جنوب كاليفورنيا Daniel McCurry عمّا إذا كانت هذه المادة خطِرَة أم لا.

أظهرت أبحاث ماكّاري أنّ التركيبة القديمة من "فوس-تشيك" ألا وهي " LC95" التي سُحِبَت من كل أنحاء الولايات المتحدة نهاية السنة الفائتة، تحتوي على نسبة عالية من المعادن الثقيلة التي يمكن أن تلوث مياه الشرب.

أما التركيبة المستَخدَمة راهنا وهي " MVP-Fx" فهي أقلّ سميّة وعلى الأرجح آمنة للبيئة. إلّا أنّ الأستاذ McCurry أقرّ بأن "تأثيرها على صحة الإنسان لم يتّضح بعد بشكل كامل".

إلى ذلك، أكدت شركة " Perimeter Solution" أنّ منتجها لا يحتوي على أي ملوثات أبدية "يعرف أنها تسبب السرطان أو أمراضا أخرى"، والتي يحظرها القانون في ولاية كاليفورنيا.

لكنّ مادة Phos-Chek قد تسبِّب تهيّج الجلد، وفي حال ابتلاعها، قد توقع في غثيان وتقيؤ.