صراع عنصريّ الحياة


Episode Artwork
1.0x
0% played 00:00 00:00
Feb 04 2025 3 mins  

كعادة أي مجتمع أو مكان أو كينونة فيها عنصرين. العنصرين دول لازم يحصل بينهم احتكاك فصراع، فمحاولة للوصول لصيغة ممكنة للتعايش والتعاون خصوصاً لما يكون العنصرين دول هم المكون الاساسي للحياه زي ما هو حال الرجل والمرأة.

والصراع بين المرأة والرجل على الوصول لصيغة للتعايش ترضي الطرفين مش حاجة خاصة بشرقنا الحزين بطبيعة الأمر، ولكنها حاجة عالمية ومش محدودة بوقت، بل هتستمر ليوم الدين.

لكن لأننا عايشين هنا خلينا نتتبع كل مراحل الصراع اللي حصلت وبتحصل عندنا عشان نشوف هنتصرف إزاي أو هنعدل ازاي.

سبل التعايش دي يمكن نوصل لصيغة تريحنا وتقلل السترس في حياتنا ونحس فيها بنوع من العدل والمساواة. الأول الموضوع بدأ عندنا زي ما كان في أي مكان تاني فصراع سيطرة عادي ومتوقع خاضه الرجال بنجاح قرون بعد قرون وهم بيعاملوا بيقنعوا المراة إنها كائن من الدرجة التانية.

حتى إنهم كانوا أحيانا بيقعدوا ينقشوا أسئلة فلسفية حاسمة زي سؤال هل المرأة انسان؟ لحد ما وصلنا لمرحله المعلم حنفي. أنا كلامي لا يمكن ينزل للأرض أبداً إلا بنلاقي بعدها غالبا كلامه بينزل الأرض لأنه بيكون كلام حنجوري مش مبني على معطيات حقيقية.

وبعدين تطور الموضوع لمرحلة جديدة خلينا نسميها "ونصرف ليه على واحدة مش قريبتي من الأساس". وفيها قرر مجموعة من الذكور أن أي قرش يصرفوه على زوجاتهم محتاج إعادة نظر.

وكالعادة راحوا على طول يسألوا سيدنا الشيخ عن غطاء ديني للموضوع. فامتلأت الدنيا بأسئلة زي هل واجب على الزوج إنه يعالج زوجته لو مريضة؟ هل واجب عليه يدفنها لو ماتت؟ طب الكفن في الحاله دي يبقى على مين؟ ثم تطور الامر لأسئلة عن الصرف على الستات في الحقيقة يقربوا لهم. فبدأت تقابلنا أسئلة عن هل الاخ ملزم بالإنفاق على أخته غير المتزوجة ولا ربنا يسهل لها تنزل تشتغل ولو ملقتش شغل تنزل تشحت عادي من الناس.

المهم إنها ما توجعش دماغنا. أخوها اللي قالوا لنا زمان إنه بيورث ضعف ميراثها عشان يتولى الانفاق عليها. ثم حالياً بيقولوا مين اللي قال كده؟ طب هاتوا نص صريح كده مش هتلاقوا إن شاء الله.

ثم آخر التطورات هي إننا وصلنا لمرحلة هات الكردان اللي في صدرك يا رشا. لما رجالنا الأشاوس حالياً مش بس بيدوروا على غطاء ديني عشان ما يصرفوا على زوجاتهم، لأ حاليا بيدوروا على غطاء ديني عشان يثبتوا أن زوجاتهم هم اللي لازم يصرفوا عليهم.

فنلاقي أصوات كتير بتقول لازم الزوجة تدي نص مرتبها للرجل عشان الحياة تعاون. ثم أصوات تانية بتقول لازم الزوجة تدي مرتبها كامل للزوج لأنه سمح لها تشتغل. ثم اصوات بتقول إن الدهب اللي هو هدية الزوج للزوجة أصلاً ويعتبر جزء من مهرها لا يحق غلا للزوج التصرف فيه. هو بتاعه أصلا مجرد شايله معاها.

ثم بنسمع أصوات بتسأل بصوت أوطى شوية. طب مش هو ينفع الزوج اللي عايز يعدد ياخد الدهب ده من مراته عشان يتجوز تاني بيه؟ ولا هي الزوجه هترفض وتكفر بقى ولا إيه؟ وهكذا زي ما إحنا شايفين فالصراع كل ما دام بينحصر في الجزء المادي وأصبحت الوسيلة الوحيدة لكثير من النساء عشان يعيشوا حياتهم بدون مشاكل، إنهم يشتغلوا عشان يعدوا ويدفعوا تمن حريتهم أو كينونتهم أو بس راحة بالهم بالجنيه والدولار.

اما بقى اخواتنا ممن ليس لهم مال ولا مرتب ولا ميراث، فمش عارفة بصراحة إزاي في المراحل القادمة من الصراع.