سناء العاجي الحنفي: النصائح التي لم يطلبها الآخرون


Episode Artwork
1.0x
0% played 00:00 00:00
Feb 23 2025 2 mins  

لعلنا نحتاج لأن نتوقف عن إعطاء النصائح للآخرين، ما لم يطلبوها منا: كان عليكَ أن تفعل كذا.. لماذا لم تفعلي كذا.. كان الأفضل أن تفعلَ كذا..

نلاحظ هذا في كل تفاصيل الحياة: في تدبير العلاقات الزوجية، في ظروف العمل والحياة المهنية، في تدبير الوقت والسفر والرياضة والصحة وغيرها.

الحقيقة أن لكل منا ظروفَه وإكراهاته. ما قد يبدو لي سهلاً، قد يكون أمراً معقداً بالنسبة لغيري. وما قد يبدو لغيري سهل التحقيق ويتساءل لماذا لا أفعله، قد يكون أمراً صعباً جداً بالنسبة لي.

يحدث مثلاً أن أكون في لقاءات وأن أسمع بعض الحاضرين يوجهون النصائح لشخص لم يطلبها. قد أكون هذا الشخص وقد يتعلق الأمر بطرف ثالث. يقدمون النصائح في تدبير الوقت، وفي تدبير العلاقات مع طرف آخر، في تحقيق نتائج معينة، وأحيانا في المرض والعلاج والصحة.

أحيانا، تكون هناك في حياة كل منا تفاصيل وتعقيدات، يصعب أن يفهمها حتى الأصدقاء والصديقات. إكراهات في تدبير الوقت، أو إكراهات مرتبطة بقدراتنا الجسدية والذهنية الخاصة، فما أنت قادر على فعله في عدد من الساعات لا يناسب إمكانيات الجميع مثلا. أو لعل للآخرين إكراهات مادية أو مهنية أو عائلية معينة تتعلق مثلاً بتدبير العلاقة مع طرف آخر قد يكون أحد الوالدين أو الشريك أو رئيسَهم في العمل.

بل الأخطر من ذلك حين يتعلق الأمر بالصحة. في محيطي، شخص يعاني من مرض نادر يفرض عليه إكراهات غدائية معينة، وكثيراً ما أسمع الآخرين يقولون له: لماذا لا تأكل كذا، فهو صحي. ما لا يعرفه هذا الذي ينصح، أن ما هو صحي بالنسبة لشخص عادي قد يكون مؤذياً لشخص يعاني من مرض معين. وبعض هذه النصائح قد تسبب أحياناً في تدهور صحة شخص ما.

بشكل عام، ما لم يطلب الآخرون نصائحنا، فعلينا جميعاً، ربما، أن نتعلم بأن نحتفظ بها لأنفسنا. لكل ظروفه وإكراهاته الخاصة، وعبارات من قبيل: ليس عليك إلا أن تفعل كذا لكي تحقق كذا، تسبب أحياناً ضغطاً أكبر على الآخرين.