ثلاث سنوات من الحرب الروسية على أوكرانيا


Episode Artwork
1.0x
0% played 00:00 00:00
Feb 24 2025 3 mins   1

لم يكن يوم الرابع والعشرون من فبراير عام 2022 يوما عاديا في تاريخ أوكرانيا، بل كان تاريخ بداية أكبر حرب في القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. غيرت الحرب ملامح المدن والقرى وملامح الناس كبارا وصغارا. حول الأوضاع الإنسانية لهذه الحرب ومألاتها، هذا الروبورتاج من إنجاز مراسلنا في أوكرانيا محمد الزاوي.

على أنقاض بيتها المدمر تعود لوليانا الى قريتها في مقاطعة خاركيف، عودة يبدو أنها لن تطول حيث عادت مخاطر الأيام الأولى للحرب مع تقدم القوات الروسية في شرق أوكرانيا خلال الفترة الأخيرة وازدياد عمليات القصف على هذه البلدة.

لقد تم تدمير معظم منزلنا بالكامل، ومن المستحيل ببساطة العيش هنا بعد الآن، ونحن الآن نعيش مؤقتًا مع جيراننا، ولكن على الأرجح سنعود إلى خاركيف. وخاصة أنه ليس من المؤكد أن بيت الجار سيبقى قائما غدا أو بعد غد، فالروس يقتربون وهناك المزيد من الدمار، وكثيرون منا الذين كانوا هناك يغادرون، وخاصة أن السلطات تنصحنا بالمغادرة

تشير الاحصائيات الأوكرانية الى مقتل الالاف من المدنيين والعسكريين على مدار ثلاث سنوات وتقلو تقديرات حلف شمال الأطلسي إن أكثر من 10 آلاف شخص يقتلون ويجرحون من الجانبين أسبوعيا.

يسترجع دانييل ذكرى الحرب أيضا بأسف شديد حيث فقد العديد من الأصدقاء وقلب التوغل الروسي في بلاده حياته رأسا على عقب.

بصراحة هذه الحرب والعدوان المستمر على مدار ثلاث سنوات قسمت حياتي الى قسمين، حياة قبل الحرب وحياة بعدها، الكثير من الأوكرانيين قتلوا وأنا شخصيا فقدت الكثير من الاصدقاء والمقربين على مختلف الجبهات

بدأت روسيا توغلها في أوكرانيا قبل ثلاث سنوات وفق سيناريو سريع تتمكن فيه من السيطرة علي كييف في فترة وجيزة ، هكذا الأمر يعتبر الفشل الأكبر لموسكو مع دخول الحرب عامها الرابع وفق ما يقول ايفان أوس - كبير مستشاري المعهد الأوكراني للدراسات الاستراتيجية.

بداية الغزو الروسي في الرابع والعشرين فبراير 2022 برأيي كان محاولة من روسيا لانهاء سريع للحرب التي بدأتها عام 2014 ، كان لديها مخططات للسيطرة على كييف في ثلاثة ايام وأوكرانيا برمتها في شهرين وربما توقيتات مختلفة لكن الهدف كان انهاء الحرب باقصى سرعة ، حتى وأن كان امن المبكر اعلان من المنتصر والمنهزم ، اعتقد ان الفاعل الاقتصادي سيكون هو الحاسم في العام الرابع لهذه الحرب خاصة مع قدوم ترامب

ندخل عاما جديدا من الغزو الروسي لأوكرانيا وقد يكون عاما أخيرا في مسلسل هذه الحرب الطاحنة وفق تقديرات المسؤولين الأوكرانيين، حربا يبدو أن نتائجها ستحمل تغييرات جيوسياسية كبيرة.