وسط مخاوف من التقسيم .. مؤتمر لإقامة حكومة سودانية موازية والخرطوم ترفضه


Episode Artwork
1.0x
0% played 00:00 00:00
Mar 06 2025 2 mins   4

قوات الدعم السريع تنظم مؤتمرا في نيروبي للتمهيد لـ "حكومة موازية" للحكومة الوالية للجيش، لكن الخرطوم رفضت المؤتمر ومخرجاته كما رفضتها عواصم أخرى عديدة تخشى أن تؤدي إلى تقسيم البلاد.

شهد الصراع المسلح في السودان مؤخرا تطورين مهمين. من جهة، يواصل الجيش السوداني إحراز تقدم ضد قوات الدعم السريع، خصوصا في وسط العاصمة الخرطوم ومحيطها.

ومن جهة أخرى، عقدت قوات الدعم السريع وحركات مسلحة موالية لها مؤتمرا في العاصمة الكينية نيروبي، أسفر عن توقيع ميثاق سياسي لتشكيل حكومة موازية لحكومة الخرطوم. كما تم الإعلان أول من أمس الثلاثاء عن التوصل إلى دستور انتقالي.

وقد شاركت في الاجتماع إلى جانب قوات الدعم السريع الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تسيطر على مناطق واسعة في جبال النوبة، وحركة جيش تحرير السودان، وتجمع قوى تحرير السودان، بالإضافة إلى رئيس حزب الأمة القومي وقيادي من الحزب الاتحادي الديمقراطي. بينما اختارت بقية الأحزاب التي تمثل القوى المدنية عدم المشاركة.

تبنى الدستور الانتقالي نظاما جديدا يقوم على العلمانية واللامركزية، ويشمل تشكيل جيش جديد بعيدا عن الولاءات الحزبية، كما يقدم تصورا لفترة انتقالية من مرحلتين: تبدأ الأولى مع نهاية الحرب وتستمر الثانية لعشر سنوات.

وفيما سارعت حكومة الخرطوم إلى رفض هذا المؤتمر ومخرجاته، وجهت انتقادات حادة إلى نيروبي على استضافتها له.

من جانبها، رفضت معظم الدول العربية والدول الأعضاء في مجلس الأمن فكرة الحكومة الموازية، معتبرة أنها تهدد وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه، فضلا عن أنها تعقد الأزمة المستعصية أصلا.

أما تحالف صمود للقوى المدنية برئاسة رئيس الحكومة السابق عبد الله حمدوك، فقد وجه نداء لعقد اجتماع أفريقي أممي بحضور قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، بهدف التوصل إلى هدنة إنسانية بعد تفاقم المجاعة وجرائم الحرب، ووقف فوري لإطلاق النار.

لكن البرهان وحكومته لا يزالان متمسكين برفض أي اجتماع مع قوات الدعم السريع باعتبارها ميليشيا متمردة.

ومع ذلك، فإن خطوتي الحكومة الموازية والدستور الانتقالي دقتا ناقوس الخطر لدى العديد من المراقبين، الذين يرون فيهما ضغوطا على حكومة الخرطوم للقبول بحل تفاوضي يحافظ على وحدة البلاد، وإلا فإن قوات الدعم السريع وحلفاءها قد يقيمون دولة في مناطق سيطرتهم، مما قد يدفع السودان نحو سيناريو التقسيم الذي يتخوف منه السودانيون منذ اندلاع الحرب في منتصف نيسان/أبريل 2013.